قصر الفيلية - (قصر حاكم الأحواز العربية)!
في هذه المقالة أو البحث سنتكلم بشيء من التفصيل عن إتخاذ شيوخ بني كعب (اي شيوخ إمارة الأحواز العربية)، مثل الشيخ (جابر بن مرداو)، (مزعل بن مرداو)، والشيخ (خزعل بن جابر الكعبي) مسمى الـ(فيلي) لقباً لهم:
تعود الاعتبارات، والبواعث في إتخاذ شيوخ المحمرة الأواخر، كالشيخ مزعل، والشيخ جابر الأخوان. وإبن الشيخ جابر الشيخ (خزعل الكعبي)، والذي إنتهت في عهده حكم هذه الامارة العربية بسقوطها في يد الايرانيين عام 1925م. مُسمّْى الفيلي لقباً رسمياً لهم، حيث يعود ذلك إلى المساعدة التي قَدَّمها ([77]) (حيدر خان بن حسن خان) والي بشتكو وحاكم لورستان الى الشيخ جابر بن مرداو، أثناء الحملة الإنكليزية التي قام بها البارونيت السير (جيمس أوترام-Sir James Oatram) على المحمرة عاصمة إمارة كعب في الاحواز، في 26 اذار عام 1857م.[(78)] مما دفع بالشيخ جابر بن مرداو إلى اتخاذ هذا اللقب "عرفاناً بالجميل" الذي أسداه الوالي حيدر خان من ارسال حشود ضخمة من المقاتلين الفيليين، لنصرته أمام قوات الغزو الانكليزي على امارته. (وقد إتَّخَذَ خلف الشيخ جابر في الحكم، الشيخ خزعل الكعبي، هذا اللقبّْ أيضاً كما تقدم). ويبدو ان وقع وتأثير هذه النجدة، أو المساعدة العسكرية قد ترك صداه عميقاً وكبيراً جداً في قلب الأمير العربي، أي الشيخ جابر الكعبي مما حدى به الى بناء مدينة عامرة بإسم الفيلية، وقد كانت معسكراً لاولئك المقاتلين الأكراد من الفيليين باديء الأمر. إتخذها عاصمةً ثانية بعد المحمرة لامارته. نتيجة لمرابطة قوات عسكرية من الكورد الفيليين فيها، أرسلهم والي بشتكو عام 1857م لصد الغزو الانكليزي على هذه الامارة كما مّْر.
وعندما وجه الكاتب الكوردي المعروف "حسين احمد الجاف" في إحدى لقاءاته سؤالاً بخصوص العلاقات التي كانت تربط "ولاة ﭙشتكو " الفيليين بالشيوخ والعشائر العربية؛ حيث أجاب السيد "حياة إسفنديار غلام رضا خان" وهو حفيد والي لورستان الأخير (غلام رضا خان) [تم تدوين مجريات اللقاء وذلك في العدد "66" من "مجلة شمس كوردستان" عدد آذار عام 1984م، الصفحة 17.] أجاب السيد "حياة إسفنديار" بما هو نصه:-
"لقد كانت علاقاتنا بالعشائر العربية المجاورة، على العموم جيدة وخاصة بعشائر "بني كعب" حكام المحمره، وبعشائر بني لام وغيرها من العشائر. ويشهد التاريخ على مناصرة جدنا الاكبر "حيدر خان" للشيخ جابر بن مرداو، والد الشيخ خزعل أمير المحمرة عندما طلب الى جدنا نصرته لصدّْ هجمات الغزاة الأجانب على منطقة الخليج العربي. وإعترافاً من الشيخ جابر بجميل أصدقائه من الكورد الفيليين له، ودفاعاً عن المنطقة برمتها أطلق الشيخ جابر إسم الفيلية على منطقة واسعة كانت تُعسكر فيها قوات الكورد الذين قَدَّموا المساعدة في صَد الغزو الأجنبي. وماتزال المنطقة المذكورة تحمل ذات الاسم الى يومنا هذا" إنتهى.
وزيادة في إيضاح الظروف والملابسات التي أدت الى هذا الهجوم على المحمره، من قبل الانكليز. نعرض المقتطف أدناه من كتاب حكم الشيخ خزعل في الاحواز، للكاتبة والباحثة العراقية إنعام مهدي علي السلمان، والصادر في بغداد عام 1985م، حيث جاء في الصفحات 60، 61 من الكتاب المذكور:-
"وخلال الخمسينيات من القرن الماضي "وتقصد الكاتبة خمسينيات القرن التاسع عَشَرْ" قامت بريطانيا باحتلال المحمره، معلنةً أيضاً أنها قامت بهذا العمل رَدّاً على مهاجمة القوات الايرانية، لبعض المؤسسات البريطانية في بلاد الافغان، لذلك أتخذت بريطانيا من ذلك حجة للتدخل وإشتعلت نار الحرب بين الدولتين، حيث تقدم القائد الانكليزي السير جيمس أوترام – Sir James Oatram على رأس قوة من الجيش تعدادها ستة آلاف جندي في شط العرب، ومن جزيرة "أم الرصاص" في الجانب العراقي قصفت المدافع البريطانية، مدينة المحمرة، في 26 آذار عام 1857" انتهى.
والرأي عندي أن شيوخ المحمرة الأواخر، قد لجأوا الى هذا التدبير كي يدفعوا عن إمارتهم غائلة التوسُّع الايراني العسكري مستقبلاً بتقبل توسُّع سياسي شكلي، لأمراء الفيليين في لورستان الصغرى المتمثلة بجهات "ﭙشتكو"، على إمارة المحمرة الناهضة في عربستان. بينما كانوا من الناحية الواقعية، والعملية أي الشيخ مزعل، والشيخ جابر، والشيخ خزعل هم الأمراء الحقيقيون، والمشرفون الفعليون على شؤون قبيلة كعب في دولتهم الفتية في الأحواز، متمثلاً بمركزها وعاصمتها مدينة المحمرة. الشهيرة. وهذا مايدلل على مبلغ النفوذ والتأثير الذي بلغه أمراء لورستان الفيليون في ﭙشتكو، حتى حازوا على هذه المكانة من إتخاذ أمراء كعب، للقب الفيليه على غرار خطى حلفائهم من أمراء الكورد في ﭙشتكو، الذين إتخذوا لقب الفيلي، والفيليه عنواناً قومياً، ولقباً فخرياً لهم([79]).
بقلم/جمال مندلاوي
-مصادر:
([77] ) مجلة شمس كوردستان، العدد 66 عدد آذار عام 1984م، الصفحة 17.
([78]) الحدود الشرقية للوطن العربي، عن مجموعة من الأساتذة، والمؤرخين في الجامعات العراقية، بغداد عام 1981م، الصفحة 138. راجع كذلك: حكم الشيخ خزعل في الاحواز، إنعام مهدي علي السلمان، الصفحات 60، 61 بغداد عام 1985م.
([79]) جاء في الصفحة 24 من الفيليون لنجم سلمان مهدي طيب الله ثراه، طبعة مالمو- السويد عام 2001م، وفي الصفحة 28 من الفيليون أيضاً لنجم سلمان مهدي كذلك الطبعة الثانية طبعة دار آراس- أربيل عام 2009م:-
كذلك الحال بالشيخ (خزعل الكعبي) الذي كان يسمي أتباعه بالعرب الفيليه، ويطلق على أرضه المثلثة الشكل، والمحصورة بين نهر الكارون وشط العرب اسم (أرض الفيليه)، وحتى قصره الفخم الذي بناه أطلق عليه إسم قصر الفيليه. وكان قبله أخوه (الشيخ مزعل) قد أطلق على أراضيه، إسم الفيليه، وكذلك له سجن بإسم الفيلية أيضاً" انتهى.
على العموم ننصح بمراجعة الصفحات 213، 214، 215، 248، 395 من ايران وقضية ايران جورج .ن. كريزون صادر في لندن عام 1892م.
-ملاحظة من إدارة الموقع: هذا الموضوع منقول بتصرف من إحدى مقالات السيد جمال حسن المندلاوي، وهذا رابط مقالته:
http://kurdixwarig.blogspot.com/p/blog-page_10.html?m=1